الاسلوب والبلاغة

علم البلاغة والأسلوب

مخطط البحث

* تمهيد
* أقسام البلاغة

أولا : علم المعاني
1- الأسلوب الخبري
2- الأسلوب الإنشائي
3- التقديم والتأخير
4- أسلوب القصر

ثانيا : علم البيان
1- التشبيه
2- المجاز
3- الاستعارة
4- الكناية

ثالثا : علم البديع
1-المحسنات البديعية
أ- السجع
ب- الجناس
2-المحسنات المعنوية
أ- الطباق
ب-المقابلة
ج- التورية
*****
الأسلوب

1-الأسلوب العلمي
2-الأسلوب الأدبي
3-الأسلوب الخطابي

المراجع : الوجيز في البلاغة... بوزواوي
البلاغة الواضحة... علي الجازم و مصطفى أمين.

*** تمهيد ***

للبلاغة عدة معان أشهرها : الوصول
يقال : فلان بلغ مراده أي وصل إليه
وبلغ الصبي أي وصل سن الرشد
وبلغت الثمرة أي نضجت

أما الاصطلاح : فالبلاغة مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحة ألفاظه.
يقول أحدهم : (( البلاغة قليل يُفهم ، وكثير لا يُسأم )).
وقال آخر : (( معان كثيرة في ألفاظ قليلة )) .

والفصاحة لغة : هي الظهور ، يقال أفصح الصبي في منطقه إذا بان
وظهر كلامه .

واصطلاحا : هي سلامة الكلمة ، والكلام من تنافر الحروف ،
ومخالفة القياس ، وغرابة التركيب .

مثلا: الهُعخُعُ .... نبات ترعاه الإبل.
تكأكأ .......إجتمع
أصلخم.....إشتد
هذه الكلمات ليست فصيحة.
والذي ينطق ((القرعان )) بدل القرآن
(( والكهوة )) بدل القهوة. ليس فصيحا.

ومنه نقول :

كل كلام بليغ فصيح ،وليس كل كلام فصيح بليغا
فالفصاحة متضمنة في البلاغة.

وللبلاغة دور هام :
-الذوق النقي السليم
-فهم النصوص الأدبية وتقييمها
-ادراك اعجاز القرآن الكريم

ومراجع هذا العلم كثيرة نذكر على سبيل المثال لا الحصر:
·نهج البلاغة ..... للإمام علي
·وحي القلم ...... للرافعي
·فيض الخاطر .... لأحمد أمين
·عيون البصائر.... للإبراهيمي
·البلاغة الواضحة .... علي الجازم

***أقسام البلاغة ***

قسم أبو يعقوب الشكاكي البلاغة الواضحة إلى ثلاثة أقسام :

القسم الأول : علم المعاني
وهو علم ينظر في علاقة الكلمة بالكلمة أول من نظر فيه هو
أبو هلال العسكري في كتابه : (( دلائل الإعجاز)).

القسم الثاني : علم البيان
هو العلم الذي يدرس الكلمة في التركيب
وما تحمله من الصور الفنية والبلاغية وأول من ألف فيه :
الجاحظ في كتابه : (( البيان والتبيين)).

القسم الثالث : علم البديع
هو علم يبحث في تزيين الكلام وتحسينه وأول من ألف فيه :
عبد الله بن المعتز : (( كتاب البديع )) .

أولا : علم المعاني

- الأسلوب الخبري :

الخبر هو ما يحتمل الصدق أو الكذب وله أنواع :

*1* الخبر الإبتدائي :

وهو خال من المؤكدات نحو : أخوك قادم.

*2* الخبر الطلبي :

وهو ماكان فيه مؤكًّدٌ نحو : إن العلم مفيد.

*3* الخبر الإنكاري :

ما كان فيه أكثر من مؤكد واحد : إن الحق لمنتصر.

ومن المؤكدات : السين – نون التوكيد الثقيلة- نون التوكيد الخفيفة
قد – التوكيد بنوعيه.

أغراض الخبر البلاغية : أهمها

- الفخر : أنا الذي هزمت هذا المصارع
- الإسترحام : إني محتاج إلى مساعدتك
- التحسر : ضاع وقتي ، وما أنجزت عملي
- الإرشاد والنصح : إن النجاح إرادة ، وليس أمنية
- التعجب : سقط في البئر ونجا !

2- الأسلوب الإنشائي :

الإنشاء هو ما لا يصح أن يُقال لصاحبه أنه صادق أو كاذب وأنواعه :
*أ * الأسلوب الإنشائي الطلبي :
وهو ما يستدعي مطلوب غير حاصل وقت الطلب
ويكون بالأمر والنهي والاستفهام والتمني والنداء

*** الأمر***

هو طلب الفعل على وجه الحتم والإلزام والإستعلاء وهو أربع :
- فعل الأمر : أكتب درسك وراجعه
- إسم فعل الأمر: حي على الصلاة
- المضارع المقرون بلام الأمر: ليكتبْ كل منكم درسه
- المصدر النائب عن فعل الأمر : سعيا في الخير
أغراضه :
- الدعاء : من أدنى إلى أعلى نحو : ربي أغفر لي ذنوبي
- التمني (لغير العاقل ) : لا تمطري أيتها السماء
- الإرشاد : خالفْ نفسك تسترحْ
- الإلتماس : أعطني الكتاب.
- التهديد : اعملوا ما شئتم .......

*** النهي ***

هو طلب الكف عن شيء والإمتناع عنه وله صيغة واحدة:
( لا الناهية مع الفعل المضارع) نحو: لا تعبث
أغراضه :
- الدعاء : [ ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا]
- الإلتماس : لا تغادر مكانك حتى أرجع اليك.
- التمني : ياقلب لا تبح بسرك.
- التهديد : لا تطع أمري..

*** الإستفهام ***

هو طلب العلم بشيء بأدوات مخصوصة وهي :
[الهمزة – هل – ما – من – متى – أيان – كيف – أين
أنى – كم – أي] .
أغراضه :
- النفي : [هل جزاء الإحسان الا الإحسان ]
- الإنكار: [ أغير الله تدعون ]
- الأمر : [ هل أنتم منتهون ]
- التشويق : [ هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ]
- التحقير: أهذا الذي مدحتًه كثيرا؟

*** التمني ***

هو طلب شيء محبوب لا يرجى حصوله لكونه مستحيلا
أو في تحقيقة صعوبة :
ألا ليت الشباب يعود يوما**فأخبره بما فعل المشيبُ
وأداة التمني هي : ليت
وقد يتمنى بـ : هل ، لو .

*** النداء ***

هو طلب الإقبال بحرف نائب مناب (( أدعوا)) وأدواته :
- الهمزة : أمحمد أقبل
- أي : أي سمير ادرس جيدا
- آ : آ سعيد
- أي : آي زيد
- أيا : أيا سعيد أقبل
- هيا : هيا محمد تعالى
- يا : يا علي أقبل.

*ب * الأسلوب الإنشائي الطلبي :

وهو ما لا يستدعي مطلوبا وله أساليب :
- التعجب : صيغة (( ما أفعَل)) – (( أفعِلْ به ))
أكرم بقوم يزينُ القول فعلهم**ماأصبح الخلق بين القول والفعل
- المدح والذم : بـ : نعم – وبئس – وحبذا .
نعم الصفة الصدق- بئس الصفة الكذب.
- الترجي : لعل الغائب يعود أو [ عسى ربنا ان يبدلنا خيرا منها]
- القسم : بالواو والباء والتاء.

3- التقديم والتأخير :

- التخصيص :[ لله ملك السماوات والأرض]
- التشويق : [وإذا الجنة أزلفت]
- تعجيل المسرة : الجائزة نلتُ
- الوعيد : [وإذا الجحيم سُعِّرتْ]
- الإنكار : [أغير الله أتخذُ وليًا]

4- أسلوب القصر:

القصر هو تخصيص شيء بشيء بطريق مخصوص

طرقه :
- النفي والإستثناء : ما كتاب كامل إلا القرآن
- إنما : إنما الفائز خليل
- العطف : بـ لا أولكن أو بل
- تقديم ماحقه التاخير : إياك نعبد

أقسامه :
- قصر صفة على موصوف : لم يبن الأهرام إلا المصريون
- قصر موصوف على صفة : ما المتنبي إلا شاعر
- قصر حقيقي : [إنما يتذكر أولوا الألباب]
- قصر إضافي : [وما محمد إلا رسول]

بلاغة القصر:
- الإيجاز : [ وما الحياة الدنيا إلا لهو ولعب]
- تحديد المعنى : [ لا صلاة إلا بسورة الحمد]

ثانيا : علم البيان

- التشبيه:

هو عقد مقارنة بين شيئين إشتركا في صفة أو أكثر
بأداة ملفوظة أو ملحوظة

أركانه: أربعة

- مشبه-أداة تشبيه-شبه به-وجه الشبه- مثاله : العلم كالنور في الهداية.

أنواعه:
- التشبيه التام: هو ما ذكرت أركانه الأربعة
والتشبيه التام مفصل ومرسل
أي إذا ذكرت الأداة فهو مفصل
وإذا ذكر وجه الشبه فهو مرسل
- التشبيه البليغ: يكون وجه الشبه محذوف، فيكون محمل والأداة محذوفة أي مؤكد
نحو: ((علي أسد))-((العلم نور)).
- تشبيه التمثيل:هو ماكان وجه الشبه فيه صورة منتزعة من متعدد أو صورة
بصورة كقول أبي الطيب المتنبي: (وصف أسد))
يطأ الثرى مترفقا من تيهه***فكأنه آس يجس عليلا ( الثرى=التراب ، آس=طبيب)
- التشبيه الظمني: لا يوضح فيه المشبه ، والمشبه به في صورة التشبيه
المعروفة بل يلمحان في التركيب : كقول أبي فراس الحمداني
سيذكرني قومي إذا جد جدهم***وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
بلاغة التشبيه:التشبيه هو تصور قوي للمعنى يزيده وضوحا وتقربا وتأثيرا
قال أبوا هلال العسكري: ((يزيد المعنى وضوحا، ويكسبه تأكيدا)).

2- المجاز المرسل:

هو نقل الكلمة من معناها الحقيقي إلى معنى لم توضع له أصلا لقرينة
مانعة من إرادة المعنى الحقيقي.
((رأيت أما تحمل زهرة مبتسمة))
الزهرة هي الطفلة ،ومبتسمة منعتنا من فهم الزهرة بمعنى الوردة
لذا تسمى ((قرينة مانعة)).
علاقات المجاز المرسل:
*الجزئية: تسمية الشيء جزئه : [فتحرير رقبة مؤمنة]
*الكلية: يذكر الكل ويراد به الجزء [يجعلون أصابعهم في آذانهم]
*السببية: يراد به المسبِّب ( رعينا الغيث)
*المسبّية : يذكر لفظ المسبّب ويراد به السبب
[إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما ، إنما يأكلون في بطونهم نارا]
*المكانية أو المحلية : يذكر المكان ويراد المقيم به
[وأسال أهل القرية التي كنا فيها]
*الماضويّة: أي إعتبار ما كان ، تسمية الشيء باسم ماكان عليه
*المستقبلية: اعتبار ما سيكون [ إني أراني أعصر خمرا]
*الحالية: يذكر لفظ الحال ، ويراد به المحل [إن الأبرار لفي نعيم]
*الآلية: تذكر الآلة ، ويراد بها الأثر الذي ينتج عنها
[ فأتوا به على أعين الناس]

بلاغة المجاز المرسل :

- تتجلى في الإيجاز : (( جرى الوادي))
- التعظيم : (( رأيت قاضيا لطالب الحقوق))
- التحقير للظالم : (( أنظر إلى الجيفة كيف يطغى))

2- الإستعارة :

الإستعارة مجاز لغوي علاقته المشابهة أو تشبيه حُذف أحد طرفيه
أجزاؤها:
فقولنا : بكت السماءُ
البكاء هو اللفظ المستعار (( وجه الشبه)) ويسمى الجامع.

أنواعها:

- الإستعارة المكنية:المشبه به محذوف ورمز إليه بشيء من لوازمه.
- الإستعارة التصريحية: ما صرح فيها بلفظ المشبه به وهي قليلة في كلام العرب .

بلاغة الإستعارة:

تتجلى في كونها توضح المعنى عن طريق التشخيص فهي نجعل أحيانا الحي ناطقا
والمعاني مجسمة .

3- الكناية :

إذا أردنا اثبات معنى من المعاني لا نذكره باللفظ ولكن نجيء إلى
معنى آخر يوميء به إليه.
( هذا رجل طويل اللسان) وهي أنواع :
- كناية عن صفة : [ فأصبح يقلب كفيه..]
- كناية عن موصوف
- كناية عن نسبة

بلاغة الكناية :

تقدم المعنى مصحوب بدليله ، وتحقق متعة فنية بسبب إكتشاف المعنى الخفي.

ثالثا : علم البديع

***المحسنات اللفظية :

1- السجع :

توافق الفاصلتين في الحرف الأخير ، وأفضله ما تساوت فقره .
(( الحر إذا وعد وفى، وإذا أعن كفى ، وإذا ملك عفا)).
وإذا ورد السجع في مطلع القصيدة في العروض والضرب
( نهاية الشطر1 ونهاية الشطر2 ) يسمى : الصرع
وإذا ورد في حشو البيت يسمى: الترصيع
وإذا ورد السجع في القرآن الكريم يسمى : الفاصلة القرآنية.

2- الجناس :

هو تشابه الكلمتين في النطق وإختلافهما في المعنى وهو ذو قسمين :

أ) جناس تام : تتفقان في المبنى وتختلفان في المعنى.

نحو : صليت المغرب في المغرب

ب) جناس ناقص :

ألا يكون الإتفاق تاما [ اللهم كما حسنت خَلْقي فحسن خُلقي]
وتتجلى بلاغة السجع والجناس في تحسين الشكل وزركشة المبنى
وزخرفة اللفظ .

***المحسنات المعنوية :

1- الطباق :

وهو الجمع بين الشيء وضده وهو نوعان

أ) طباق الإيجاب : [ وتحسبهم أيقاظا ، وهم رقود]
ب) طباق السلب : [ يستخفون من الناس ، ولا يستخفون من الله ]

2- المقابلة :

وهي التضاد بين الجمل ، أو الجمع بينها في ترتيب .
قال تعالى: [فليضحكوا قليلا ، وليبكوا كثيرا]
وتتجلى بلاغة الطباق والمقابلة في توضيح المعنى عن طريق التضاد.
وطبعا : (( والضد يظهر حسنه الضد)).

3- التورية :

أن يذكر المتكلم كلمة لها معنيان معنى قريب غير مراد ومعنى بعيد هو المراد
وهي تدل على ذكاء الأديب وبلاغته .

***** الأسلوب *****

1- الأسلوب العلمي :

هو أهدأ الأساليب وأكثرها إحتياجا الى المنطق السليم والفكر المستقيم
وأبعدها عن الخيال لأنه يخاطب العقل .
ويحسن التنحي عن المجاز ومحسنات البديع في هذا الأسلوب.

2- الأسلوب الأدبي :

الجمال أبرز صفاته وأظهر مميزاته ومنشا جماله مافيه من خيال رائع
وتصوير دقيق وتلمس لوجوده الشبه البعيد بين الأشياء ، ويتسم بالوضوح
القوي .
والشعر والنثر هما موطنا هذا الأسلوب ففيهما يزدهر وفيهما يبلغ قنًّة
الفن والجمال .

3- الأسلوب الخطابي :

هنا تبرز قوة المعاني والألفاظ وقوة الحجة والبرهان ، وقوة العقل الخصيب.
وهنا يتحدث الخطيب إلى ارادة مستمعيه لإثارة عزائمهم واستنهاض هممهم.
ويزيده حسنا سطوع الحجة ونبرات صوت الخطيب وحسن إلقائه
ومحكم إشاراته ، ومن مميزات هذا الأسلوب التكرار وإستعمال المرادفات
وضرب الأمثال وإختيار الكلمات الجزلة ذات الرنين .

نرجوا ان نكون وفقنا في بيان أسرار البلاغة
حتى يكون الطالب خبيرا بهذا الفن وإستعماله.... والله الموفق.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكرااااااااااااااااااااا