ا
ما بعد فهذه صفحة ا بيضاء كبياض
الثلج و عبقةبنسيم الصبر و التجلد و الامل ,نعم صفحة من كتاب كفاح شعب أبي
ابى الا أن يعيش حرا رغم ما تكبده من اهوال و ظلم و تشتيت, و صفحة اخرى
سوداء كقلوب من كتبها تفوح منها رائحة الظلم و الطغيان و الكفر .
نعم
صفحة نرجع لنتعلم ان من يدعي صداقتنا مازال يمجد و يفتخر بما فعل سابقا لكن
نقول له من هذا الصرح ان الايام دول و كما يقال كما تدين تدان .
مظاهرات
و مجازر 8 ماي :
نستهل موضوعنا بقول العزيز الحكيم مفصل الآيات
لقوم يعقلون:
" (9)
لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ
إِلا وَلا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10)"
"{ كَيْفَ
وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلا وَلا ذِمَّةً
يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ
فَاسِقُونَ (8) }
ففيه غنى لكل ما سياتي بعدهمقدمة :
كانت هذه المجازر القطرة التي أفاضة الكأس
وتيقن الجزائريين أن المستعمر الفرنسي لا يفهم لغة الحوار وكل وعوده
وشعاراته بالمسواة والديمقراطية هي شعارات كاذبة وماأخد بالقوة لايسترجع
سوى بالقوة فكانت الشرار التي مهدت للثورة الجزائرية .وكانت أكثرالمدن
تضررا سطيف, قالمة, وخراطة .
1
-
الوضع في الجزائر قبل مجازر 8 ماي 1945 كانت الجهود
مبذولة بين أعضاء أحباب البيان والحرية لتنسيق العمل وتكوين جبهة موحدة،
وكانت هناك موجة من الدعاية انطلقت منذ جانفي 1945 تدعوا الناس إلى التحمس
لمطالب البيان. وقد انعقد مؤتمر لأحباب البيان أسفرت عنه المطالبة بإلغاء
نظام البلديات المختلطة والحكم العسكري في الجنوب وجعل اللغة العربية لغة
رسمية، ثم المطالبة بإطلاق سراح مصالي الحاج.وقد أدى هذا النشاط الوطني إلى
تخوف الفرنسيين وحاولوا توقيفه عن طريق اللجان التي تنظر إلى الإصلاح،
وكان انشغالهم بتحرير بلدهم قد أدى إلى كتمان غضبهم وظلوا يتحينون الفرص
بالجزائريين وكانوا يؤمنون بضرورة القضاء على الحركة الوطنية
2
- مظاهر الاحتفال بنهاية الحرب الثانية كان
زعماء الحركة الوطنية يحضرون إلى الاحتفال بانتصار الحلفاء على النازية،
عن طريق تنظيم مظاهرات تكون وسيلة ضغط على الفرنسيين بإظهار قوة الحركة
الوطنية ووعي الشعب الجزائري بمطالبه، وعمت المظاهرات كل القطر الجزائري في
أول ماي 1945، ونادى الجزائريون بإطلاق سراح مصالي الحاج، واستقلال
الجزائر واستنكروا الاضطهاد ورفعوا العلم الوطني، وكانت المظاهرات
سلمية.وادعى الفرنسيون انهم اكتشفوا (مشروع ثورة) في بجاية خاصة لما قتل
شرطيان في الجزائر العاصمة، وبدأت الإعتقالات والضرب وجرح الكثير من
الجزائريين.
ولما أعلن عن الاحتفال الرسمي يوم 7 ماي، شرع المعمرون في
تنظيم مهرجان الأفراح، ونظم الجزائريون مهرجانا خاصا بهم ونادوا بالحرية
والاستقلال بعد أن تلقوا إذنا من الإدارة الفرنسية للمشاركة في احتفال
انتصار الحلفاء
3- المظاهرات خرج
الجزائريون في مظاهرات 8 ماي 1945ليعبروا عن فرحتهم بانتصار الحلفاء، وهو
انتصار الديمقراطية على الدكتاتورية، وعبروا عن شعورهم بالفرحة وطالبوا
باستقلال بلادهم وتطبيق مبادئ الحرية التي رفع شعارها الحلفاء طيلة الحرب
الثانية، وكانت مظاهرات عبر الوطن كله وتكثفت في مدينة سطيف التي هي المقر
الرئيسي لأحباب البيان والحرية، ونادوا في هذه المظاهرات بحرية الجزائر
واستقلالها
4- المجازر كان
رد الفرنسيين على المظاهرات السلمية التي نظمها الجزائريون هو ارتكاب
مجازر 8 ماي 1945، وذلك بأسلوب القمع والتقتيل الجماعي واستعملوا فيه
القوات البرية والجوية والبحرية، ودمروا قرى ومداشر ودواوير بأكملها.ودام
القمع قرابة سنة كاملة نتج عنه قتل كثر من 45000 جزائري، دمرت قراهم
وأملاكهم عن آخرها. ووصلت الإحصاءات الأجنبية إلى تقديرات أفضع بين 50000و
70000 قتيل من المدنيين العزل فكانت مجزرة بشعة على يد الفرنسيين الذين
كثيرا ما تباهوا بالتحضر والحرية والإنسانية
شهود عيان يتذكّرون بعض تفاصيل مجزرة 8 ماي 1945
يوم اختنقت
قالمة برائحة جثث الأبرياء
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يروي بعض من شارك في مسيرة ذلك الثلاثاء الأسود من شهر
ماي لعام 1945، كالسادة يلس وطاجين وشيهب ولكحل وغيرهم، بأن تعليمات مسؤولي
النظام السري لح** الشعب كانت ''أن تتم المسيرة ولو استشهد الجميع''، لكن
توقيت انطلاق المسيرة تأخر إلى السادسة مساء، الساعة التي انطلقت فيها آلة
التقتيل والتنكيل·
ويرسل عبد القادر بوتصفيرة إلى عنابة من قبل مسؤولي
النظام السري، حسب شهادة كان المرحوم براهم محمد الطاهر قد أدلى لنا بها
مطلع التسعينيات، ويتعذر عليه اللقاء بالمكلف بالأخبار ساحلي مصطفى بسبب
انشغاله بمسيرة عنابة صباح الثامن ماي· وما إن التقاه بعد الزوال وأخذ
الإذن، حتى قفل راجعا· هاتف وهو بعين الباردة، السعيد سريدي، الذي نقل
التخويل بسرعة لتتوجه الحشود إلى الكرمات حيث حدد منطلق المسيرة·
الساعة
كانت تشير إلى السادسة مساء، الموكب ينطلق من الكرمات بنحو 2000 مشارك،
وهم يرددون نشيد ''من جبالنا''، ويبدأ العدد في التزايد بالوصول إلى نهج
عنونة، وسط زغاريد النسوة· وبعدما عبر المشاركون في المسيرة، التي رفعت
فيها الراية الجزائرية ورايات كل من إنجلترا وأمريكا وحتى العلم الفرنسي،
شوارع مجاز عمار (ابن باديس اليوم) والقديس أوغستين، (عديم اللقب عبد
الكريم حاليا) إلى غاية نهج 8 ماي·
وجد السائرون أنفسهم وجها لوجه مع
بوليس الاحتلال ودركه يتقدمهم آشياري، الذي رفع صوته في وجه من كان في
الطليعة من المسؤولين: ''إلى أين أنتم ذاهبون؟''، فيجيبونه: ''لوضع باقة من
الزهور على النصب التذكاري، الذي عوض بعدها بنصب الرئيس الراحل هواري
بومدين بساحة 19 مارس وسط فالمة وبمحاذاة مقر المجلس الشعبي الولائي''،
ويرد آشياري ''لن تضعوها·· ولتوقفوا المسيرة''·
يزداد تدافع الحشود دون
تراجع· ويلح أحد الفرنسيين، الذي عرف باسم فوكو، على نائب عامل العمالة
بالسؤال:''هل فرنسا موجودة أم لا؟''، ويجيب آشياري: ''نعم فرنسا موجودة''·
وفي
لحظة التلبّس بالجرم، يطلق آشياري عيارات الإيذان بالهجوم على المتظاهرين،
لتشرع عناصر الدرك والبوليس بالرمي، فيسقط بومعزة عبد الله، المدعو حامد،
شهيدا، وصالح كتفي شهيدا ثانيا، بينما يصاب يلس عبد الله، الذي لا يزال على
قيد الحياة، في رجله اليمنى، قبل أن ينقل إلى المستشفى، وتتعالى الطلقات
الهمجية في كل أرجاء المدينة، لتعلن رصاصات الغدر انطلاقة ليلة سوداء·
تواصل
بركان الدماء اعتبارا من ذلك الثلاثاء الأسود، فمن التوقيفات العشوائية،
إلى المطاردات خارج المدينة، إلى القصف بالقنابل للقرى والمداشر، إلى إعدام
الأبرياء··، يقول السيد شيهب، الذي كان يعمل بمصالح السكة الحديدية: ''لقد
كنا نرى، ونحن نمر على متن القطار، جثثا لرعاة وعزل من السكان مرمية في
الخلاء، كما كانت الشاحنات تأتي إلى محطة القطار وتخرج محملة بالعشرات من
الموقوفين الذين ينقلون إلى السجن أو الإعدام''·
ويؤكد المجاهد، حاجي
عمار، من منطقة لكرابيش بحمام النبائل، بأن المعمر أشمول هجٌر مشتة بكاملها
بعد عملية فدائية قام بها الشهيد حجاجي التومي يوم الثامن ماي، فقد صب
السفاح جام غضبه على المنطقة وأدخل الرعب في أوساط القرويين·
عمي الهادي يتذكر صور المجزرة بسطيف
''الفرنسيون
والمعمرون كانوا يطلقون علينا النار من الشرفات''
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مازال عمي محمد الهادي شريف، المدعو جنادي، يتذكر أحداث
الثامن ماي 45 دقيقة بدقيقة، رغم ثقل أعوامه الأربعة والثمانين، وتأثيرها
على السمع والبصر والذاكرة؛ حيث قال لنا ''أنا لا أتذكر وجبة العشاء ليوم
أمس، غير أنني أتذكر أحداث الثامن ماي من بدايتها إلى نهايتها''·
عاد
بنا السيد محمد الهادي شريف إلى بداية شهر ماي من عام 1945 حين كان سنه 22
ربيعا، حينما بدأت الترتيبات لتنظيم مسيرة سلمية بمدينة سطيف كان هدفها
استقبال الجنود الجزائريين الذين شاركوا في حرب الحلفاء ضد ألمانيا
النازية، وكذا تقديم لائحة مطالب تذكر فرنسا والحلفاء بتعهداتهم بمنح كل
الشعوب المستعمرة التي ساعدتهم على الوقوف في وجه النازية استقلالها·
يقول
عمي الشريف ''تم توجيه عمي محمد نحو خلية جمع الأعلام الوطنية للحلفاء من
مقر مركز إعلام الحلفاء الكائن بمحاذاة مقر الأروقة الجزائرية، الذي حول
مؤخرا إلى مساحة للانترنت، وتم جلب ستة أعلام للدول الحليفة بما فيها العلم
الفرنسي· وتكفل عمي محمد بحفظها في منزله قبل يومين من موعد المسيرة الذي
تقرر يوم الثلاثاء المصادف للثامن ماي سنة 1945، وكان يوم سوق أسبوعي
للمواشي والخضر· كما كلف الطيب دومي، وكان يملك محلا للخياطة بشارع
الريفالي، بصنع علم جزائري صغير وفق الشكل والصورة التي وضعها له السيد
سليمان بلة، والذي تكفل بحفظه بمنزله، فيما تقدم السيد عبد القادر يعلى
بطلب رسمي لرئيس دائرة سطيف، الفرنسي بيترلان، والذي وافق على ذلك بشرط
جعلها سلمية ومدنية''·
ويستطرد عمي محمد قائلا ''وجاء اليوم الموعود،
حيث تجمع المئات من المواطنين أمام مسجد الشيخ رابح بن مدور، المعروف حاليا
بمسجد أبي ذر الغفاري، وقام المنظمون بتفتيش المواطنين وتجريدهم من العصي
والهراوات والأسلحة البيضاء المتمثلة أساسا في خنجر البوسعادي؛ حيث احتفظ
بها داخل المسجد، ليتم تقديم أطفال الكشافة وبعض تلاميذ المدارس إلى مقدمة
المسيرة، فيما تم تكليف السيد العيد شراقة بحمل العلم الوطني نظرا لكونه
أطول واحد ضمن المشاركين بالمسيرة· وانطلق بعد ذلك الجمع من أمام المسجد
المتواجد على بعد حوالي 100 متر من مقر الولاية حاليا، نحو شارع قسنطينة،
وبالضبط قرب المكان المسمى عين مزابي· وهو معروف لحد الساعة بنفس الاسم·
وكان أطفال الكشافة يرددون أناشيد كثيرة منها ''حيوا الشمال الإفريقي''
و''كشاف هيا طلق المحيا'' و''من جبالنا''''·
ثم يعود عمي محمد إلى
ذاكرته ويقول:''وحين وصولنا إلى مفترق الطرق بشارع قسنطينة، وبالضبط بالقرب
من مقهى مارتيناز، محل بي سي آر، حاليا، فاجأتنا سيارة الشرطة القضائية من
نوع ''سيتروان '' وعلى متنها خمسة أفراد يقودهم المحافظ أوليفيري؛ حيث
أغلقوا الطريق بعد أن تركوا الكشافة يمرون ليحاولوا بعد ذلك نزع العلم من
السيد شراقة الذي سقط أرضا وتناول بعده الشهيد سعال الراية الوطنية ليدخل
في عراك مع المحافظ الذي أخرج سلاحه الناري وأطلق عليه الرصاص· وهنا بدأ
الرصاص يطلق من كل الشرفات والمحلات التي يملكها الفرنسيون والمعمرون· وقد
أصبت أنا في رجلي اليمنى ليتم نقلي بواسطة سيارة كان يملكها أحد الجزائريين
نحو المستشفى؛ حيث كنت أول مصاب يصل، فتم نزع الرصاصة من رجلي وخيط الجرح
ثم حاولت العودة إلى منزلي، وفي الطريق صادفت ثلاثة جزائريين منهالين على
شيخ فرنسي كنت أعرفه ضربا فنزلت من السيارة وخلصته منهم، ثم أوصلته إلى
بيته، ودخلت بعد ذلك بيتي· غير أن أفراد الشرطة القضائية قاموا باعتقالي
بعد حوالي ساعتين واقتادوني إلى مقرهم تم نقلت رفقة مجموعة كبيرة من إخواني
إلى الثكنة العكسرية، مكان تواجد حظيرة التسلية حاليا· وهناك مورس علينا
أشد العذاب على أيدي رجال الدرك· وكان معنا الكاتب كاتب ياسين، الذي كان
طالبا بثانوية ''البارتيني''، القيرواني حاليا، ليتم إطلاق سراحنا بعد
حوالي ستة أشهر''·