® أثر متطلبات سوق العمل ®
على مخرجات التعليم: من الطبيعي أن تتيح سوق العمل المتغيرات التي أحدثتها وسوف تحدثها العولمة سواء كانت سياسية
أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية، والتغير في سوق العمل هو تغير في طبيعة العمال الذين عليهم أن يكتسبوا المهارات
والخبرات اللازمة لمواكبة هذا التغير. " لقد حدثت كثير من المتغيرات في مجالات العمل المختلفة في وقتنا الحاضر،
وقد صاحبت هذه التغييرات كثير من التحديات للعاملين. فسوف تؤدي التغيرات الملحوظة في التكنولوجيا الإلكترونية إلى
تغيرات جذرية في أنواع الأعمال والمهارات التي تحتاج إليها المنشآت، وسوف تزداد أهمية بعض الأنشطة مثل التدريب
والتنمية، والتخطيط للمستقبل الوظيفي بما يتناسب مع تلبية هذه التغيرات. كما سينتج عن التوسع في استخدام التكنولوجيا
الاستغناء عن بعض العاملين. والذين عليهم أن يكتسبوا مهارات جديدة لإيجاد فرص عمل أخرى لهم"[1].
إن طبيعة سوق العمل في الوقت الحاضر تتطلب وتعتمد على العلوم الحديثة، وعلى الخريجين الذين اكتسبوا مهارات في
مجالات التكنولوجيا، وليس موظفين إداريين يفوق عددهم حاجة العمل. فالتغير الاقتصادي تغير يقوم على المنافسة من
حيث جودة المنتج والسرعة مع الإتقان وتكوين تحالفات اقتصادية من مجموعة شركات حولت المنافسة فيما بينها إلى
تكامل، وإلى إنتاج ضخم يتطلب عمالة صاحبة مهارات عالية. نضف إلى ذلك ما ذكرناه عن العمالة الوافدة نتيجة فتح
أسواق العمل، والتي لها مهارات وثقافات وقدرات مختلفة تستطيع في أغلبها أن تنافس وأن تحتل مكان العمالة المحلية
الموجودة، مما يدفع الدول إلى تحقيق العمالة الغير مناسبة سواء كانت محلية أو وافدة من الخارج..
[1] - صلاح الدين محمد عبد الباقي: إدارة الموارد البشرية مدخل تطبيقي معاصر، القاهرة، الدار الجامعية، 2004، ص 413.