® انعكاسات تعدد جنسيات العاملين على بيئة العمل ®
من الطبيعي أن الإدارة في بيئة العمل تضم عاملين من جنسية واحدة تعد أسهل كثيراً منها في بيئة عمل تضم جنسيات متعددة، وترجع أهم أسباب ذلك إلى ما يلي:
أ- تعدد ثقافات العاملين متعددي الجنسيات وحيث تعكس كل ثقافة مجموعة من القيم والأعراف، والاتجاهات والسلوكيات التي تتباين من جنسية لأخرى. فما يعتبر مقبولاً وطيباً لدي ثقافة أو جنسية معينة قد لا يكون كذلك لدي عاملين من ثقافة أو جنسية أخرى – مما يزيد من شدة الاحتكاكات الناتجة عن الاختلافات في كل شئ وأهم هذه الاختلافات "الاختلاف في الدين".
ب- تعدد لغات العاملين متعددي الجنسيات وحيث يؤثر اختلاف اللغات على اكتمال ووضوح الاتصال، ومن ثم على فاعلية فهم التوجيهات ونقل الاقتراحات والشكاوي ولاشك أن قصور الاتصالات ينعكس سلباً ليس فقط على معنويات العاملين، بل أيضاً على فاعلية وكفاءة الأداء.
ج- يؤدي تعدد اختلاف الثقافات بين العاملين لزيادة احتمال تكوين جماعات عمل غير رسمية يؤلفها العاملون من جنسية أو جنسيات معينة. وتكرس كل جماعة اهتمامها وجهدها لدعم اهتماماتها والدفاع عن مصالحها وتبادل الأخبار والتوقعات وقد يكون ذلك على حساب روح الفريق التي يتعين أن تشيع بين العاملين في أي منظمة بما يسهم في النجاح في بلوغ الأهداف.
إلا أن أهم وأخطر عيوب تعدد جنسيات العاملين هو خلق أو إضافة نسبة جديدة إلى نسبة البطالة الموجودة داخل معظم البلاد، فالعمالة الوافدة سوف تحل محل العمالة المحلية من أهل البلد، ويظهر هذا العيب بوضوح ويكون له أبلغ الأثر عند مرور الدولة بأزمات اقتصادية، فبعض الدول اعتمدت على ثرواتها الطبيعية، وامتنع أهلها عن تولي بعض الأعمال والتي أسندوها إلى عاملين من دول أخرى، قد يتم الاستغناء عنهم في حالة الأزمات، وبالتالي على أهل البلد تولي تلك الأعمال مما سيكون له أبلغ الأثر على جودة المنتج التي تتوقف على مهارة العامل وخبرته. وللبطالة في بعض الدول خاصة النامية آثار سيئة تتمثل في حالة إحباط تؤثر على نظرة الإنسان لوطنه ودرجة انتمائه له. هذا غير الآثار الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بل والسياسية أيضاً بشكل قد يؤثر على الاستثمار الوافد والذي تجني منه الدول مكاسب عديدة، والدولة بالنسبة للاستثمار الأجنبي عبارة عن منظومة لابد وأن تكون مترابطة الأركان دون أي توتر. إلا أن الأمر لا يتوقف على الآثار السلبية للعولمة على سوق العمل، فالعولمة كأي موضوع آخر يحمل بين جنابته سلبيات وأيضاً إيجابيات، علينا أن نتبع المقياس التقليدي بحساب الفوائد والخسائر، حتى نعرف في أي مكان نقف وما هو الواجب الملقي على عاتقنا للتخفيف من حدة السلبيات.