واستيقظ فزعا .. ! طارق.خ

واستيقظ فزعا .. ! طارق.خ يوم 1 افريل 2012
جاء حاملا معه ملفات كان الجميع يعتقد أنه طواها الزمن، وقبل أن يرتد
الطرف إليه كان الجمع قد التف حوله، كل يريد أن يرى ما تحويه سجلاته، تلعثم
في بادئ الأمر ليس هربا من الواقع ولكن فرحا بقدوم هذا الجمع..
هيأ حنجرته للكلام..رمقه الناس بأبصارهم فكادوا يزلقونه، لم يعد يسمع لأحد
منهم ركز لأن الجميع قد أرخى أذنيه لما سيقوله، وعلق قلبه على حركات
شفاهه..وبدأ الكلام...
كان الجميع منبهرا بما يقول، منهم من أتاه النعاس وهو يدفعه عن جفونه
بكلتا يديه، ومنهم من أسند ظهره إلى حائط لثقل الكلمات، ومنهم من يرى ولا
يسمع لكثرة الضوضاء المنخفضة..التي ارتفعت بعد سكون لم يدم طويلا..واستمر
الحال ..وصاحبنا يقول ويشرح ويكرر نفس العبارات دون أن يدرك أنه يعيد نفسه
في كل مرة إلى بداية جملة ..يكون فيها هو المعترض بين فكرتين.
بقي
يتحدث ويحادث نفسه..لان من كان واقفا جلس ومن كان جالسا اتكأ ومن كان متكئا
..قد نام..ومن نام غط في عميقه..وفجأة..استيقظ الجالسون واتكأ الواقفون
وقام النائمون..وصاحوا بأعلى صوت ..انزل لنقول نحن.. !
نزل " المتحدث"
والدهشة تخفي تقاسيم وجهه..لم يدرك حتى وجد نفسه محاطا بفراغ..والناس في
مكانه...وقد أخرجوا جميعا لسان حالهم، يقول..أنت قلت وقد جاء دورنا..جاء من
قبلك وحملوا ملفات كانت لتنوء بالعصبة أولي السواعد لثقل مشاغلها
ومطالبها..تحدث سلفك عن ..وقالوا سنقوم بـ..؟ وأقسموا أن يوصلوا همومنا
إلى..، كاد يخر مغشيا عليه..سد منافذ الهواء إلى أذنيه..أغلق كل طريق توصل
غبار الضوء إلى عينيه...صرخ كفى، أتيت لكي " أتوسل" أصواتكم..فأنا أعطيكم
صوتي...لم يصدق أنه قال للجمع هذا..واستيقظ فزعا من رؤياه والعرق يحيط
بجبينه..لم يقل أفتوني ...بل صرخ لم أقل أعطيتكم صوتي ولم أسمع
انشغالاتكم..ولم آت لأرى مطالبكم ..فقد كنت أمزح ..ألا تعلمون أننا اليوم
مع أول أفريل.. !

mercccccc [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]