ما لا يعلمه الوزير

ما لا يعلمه الوزير

طارق.خ يوم 7 افريل 2012

من المنتظر أن يجري اليوم
السبت وزير النقل زيارة إلى ولاية قسنطينة، التي تحولت إلى ورشات مفتوحة على الهواء
الطلق، بسبب كثرة المشاريع – اللهم لا حسد – بدءا بالترامواي و..

وزير النقل، خلال هذه
الزيارة، سيقف على العديد من النقاط المبرمجة، وطبعا ستقتصر كلها على التفقد
والمعاينة، ولكن ماذا لو يقيم الوزير المنتمي للحزب العتيد تجمعا شعبيا – غير ممكن
- ليس استباقا للحملة التشريعية التي
ستنطلق بعد عشرة أيام، وليس من أجل إلقاء مداخلة عن " كاليش" سيرتا،
ولكن لقاء شعبي محض يستمع فيه دون كلل ولا ملل إلى مواطني قسنطينة الذين يعانون
الأمرين مع واقع النقل المزري في كل بقعة من الولاية..أصحاب سيارات الأجرة فيها
"رؤساء" وسط "دويلة" تبدأ بـ" كورسة" وتنتهي
بـ"السيركولاسيون"، دون رادع ولا زاجر.. وأما "قانون" أصحاب
الحافلات فحدث ولا حرج ..ولكل مبرره..

حتما.. وزير النقل، لن
يجد صعوبة في المرور من وسط المدينة إلى زواغي وإلى غيرها، لأنه سيجد الطريق ممهدا
أمامه على مد بصره، ولن يجد عناء حتى في الالتفاف من مقر ديوان الوالي وصولا إلى ملعب
بن عبد المالك، لأن "المسالك" ستكنس من الراجلين والجالسين والواقفين
والسيارات.. أما المواطن فيستغرق أحيانا ساعة ونصف كراكب مسرع لأجل قطع مسافة خمس
أو ست كيلومترات.. !، حتى أن الألسن صارت تسبح باسم " الترونسبور" والقلوب
معلقة على سيارة قد لا يطلب صاحبها "كورسة" وهو ليس له الحق في هذا
..ويا ليت الوزير يرى في طريقه كيف يتسابق سبعة مواطنين أو أكثر من أجل الحصول على
أربعة مقاعد " ليست برلمانية طبعا"..وشعارهم وفي ذلك فليتنافس
المتنافسون؟

جميل أن يخصص للمدينة –
أيا كانت- مشاريع، وجميل أن توضع لها
لبنات لأجل تجسيد طموحات ترقى بمستوى النقل، لكن ما ليس جميلا أن يعاني المواطن منها
أضعافا مضاعفة، صار يتمنى من خلالها لو أنه ما سمع بترامواي ولا رأى مشروع
جسر..ولا خطر على قلبه يوما أنه عالق في مكان داخل سيارة أو حافلة محاطا
بـ"أخواتها"..

في نهاية الأمر الوزير ومن معه من المسؤولين على واقع النقل
لن يعلقوا في زحمة المرور ولن يشعروا بما يشعر به كثيرون..وعمار تو لن يفكر حتى في
إقامة تجمع شعبي من باب رأي المواطنين حول واقع قطاعه لأنهم هم الواجهة وهم المرآة
التي قد يرى من خلالها ما لا يعلمه..وإلى أن تكتمل المشاريع فصبرا آل المدينة ومن
حولها لأن الأشغال ...جارية.