منتدى شباب ولاية معسكر
أشعلت شموع الترحيب وأضئيت مصابيح التهليل
بقدومك إلى أرض الحب منتداك منتدى الذئب الأبيض
ننتظر بث مدادك العذب عبر أثير المنتدى
ونتمنى لك قضاء أمتع وأجمل وأحلى الأوقات
كما نرجوا لك الفائدة
المنتدى منتداك
والقلم سيفك
فامتطي صهوه الفكر
وجواد الكلمة
لرسم لوحات أبداعك
في منتدى شباب ولاية معسكر
منتدى شباب ولاية معسكر
أشعلت شموع الترحيب وأضئيت مصابيح التهليل
بقدومك إلى أرض الحب منتداك منتدى الذئب الأبيض
ننتظر بث مدادك العذب عبر أثير المنتدى
ونتمنى لك قضاء أمتع وأجمل وأحلى الأوقات
كما نرجوا لك الفائدة
المنتدى منتداك
والقلم سيفك
فامتطي صهوه الفكر
وجواد الكلمة
لرسم لوحات أبداعك
في منتدى شباب ولاية معسكر
منتدى شباب ولاية معسكر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى شباب معسكر اسرة كل فرد من ولاية الامير عبد القادر معسكر و جميع بلدياتها و دائراتها و كافة الولايات و المناطق المجاورة لها الجزائرية كما هو ملتقى لكل العرب المسلمين يقدم للاعضاء كل ما هو جديد في مجال الحياة كلها من دروس و نشاطات و رياضات و صور ,,,,
 
الرئيسيةاتبادل الاعلانيأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القرآن حاكم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حُ رُوفُ الْـآبْدَآع
.: مؤسسة المنتدى :.
.: مؤسسة المنتدى :.
حُ رُوفُ الْـآبْدَآع


القرآن حاكم King



♥|رٌقمـ آلعُضْوٍيةٌ : 1
♥|آلجْنِسُ ♥|آلجْنِسُ : ذكر
♥|عًدد مشآاركتي: : 6872
♥|آلنِقًـــآطُ ♥|آلنِقًـــآطُ : 1474925
♥|آلسُمْـعَةً ♥|آلسُمْـعَةً : 37
♥|تاريخْ ميلادىْ’," : 03/03/1997
♥|تآاريخـِـِ التسَجيلـِـِ: ♥|تآاريخـِـِ التسَجيلـِـِ: : 25/05/2010
♥|المزاآجـِـِ : hmd
♥|العَمٍر : 27
♥|آلمٍوقعـِـِ: : هنا

القرآن حاكم Empty
مُساهمةموضوع: القرآن حاكم   القرآن حاكم Emptyالأربعاء يونيو 20, 2012 3:03 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


القرآن حاكم


هم مقعد
مقيم أن يكون أتى على بعض المنتسبين للعلم حين من الدهر زعموا فيه أن
السلامة في الدين لا سبيل إليها إلا بتوقير القرآن توقير هجران. قالوا،
وبئس ما يُجري التقليد على الألسنة : "القرآن صوابه خطأ، وخطأه كفر".
استعجم عليهم كلام الله تبارك اسمه لما انطمست القلوب وغشى العقول ما
غشاها. في كلمتهم ما يشبه اليأس، أو ما هو اليأس بعينه، من أن يفهموا عن
الله أمرا أو نهيا. فبتقديرهم يكون ما يفهمونه من القرآن مباشرة خطأ ولو
كان ذلك الفهم صوابا في واقع الأمر، مادام فهمهم لم يكن تقليدا لعمدة حجة
يقلدونه في دينهم.
نرى اليوم موقفا معاكسا لذلك الموقف السادر في جهله وتجاهله، ألا وهو جرأة
كل ناعق على كتاب الله يؤوله بالهوى، ويتناوله بالمنهاجيات المادية
والجدلية والإحصائية والبنيوية، في استهتار واستخفاف. إن كان عند غلاة
الصنف الأول هجران للقرآن منشأه فرط الحذر من الوقوع في الخطأ تعظيما لكلام
الله جلت عظمته، فعند زنادقة العصرانية يتم تجريد النص القرآني من قدسيته
ليصنفوه مع النصوص التارخية، يحتل بينها مكانته على سلم التطور
الإديولوجي في الفكر العربي.
فإذا قلنا إيمانا ومذهبا بتحكيم القرآن، والرجوع إليه، والرضوخ التام
لأمره ونهيه، فلا بد أن نحدد حمى القرآن وحرمته، والتورع الواجب في
الاستشهاد به والاستنباط منه، لكيلا نقع في مهاوي الذين اتخذوا آيات الله
هُزُؤا، ولكي لا نحشر، إن نحن استخففنا بالحرمة ووقعنا في الحمى، مع الذين
اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا فصدّوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون.

كان الصحابة رضي الله عنهم عربا فصحاء يعرفون البلاغة العربية سليقة،
ويذوقون المجاز والإشارة، فيتنزل القرآن وهو غض حديث البروز إلى عالم
الشهادة على أسماعهم، يسبقه التعظيم والخشوع لما علموا من أنه كلام من رب
العالمين، ويتنزل على قلوبهم ومعه الحلاوة والطمأنينة والاستعداد الصادق
لطاعة الله في أمره ونهيه، كانت آياته في أسماعهم وعقولهم توجيهات مباشرة
تعالج قضايا الساعة التشريعية والجهادية، وتذكر بسنن الأمم الخالية، وتعطي
الأسوة بسير الرسل والأنبياء عليهم السلام، لم يكن شيء من كليات القرآن
خافيا عنهم، ولم يكونوا يتقعرون في الجزئيات إذا كان علمها لا يبين حكما
ولا يفصل في مسائل العقيدة والحلال والحرام، ورد السؤال عند عمر، وفي رواية
عند أبي بكر، رضي الله عنهما في معنى الأبّ في قوله تعالى: ﴿ وفاكهة
وأبّا﴾ فأعرض عن ذلك وقال : ما بهذا أمرنا.
كانوا رضي الله عنهم يعلمون أسباب التنزيل، والمقاصد الكلية للشريعة،
وعادات العرب في أقوالها وأفعالها وأحوالها، ودخائل العدو الذي كانوا
يجاهدونه، مراتب التكليف من واجب الفعل أو الترك فما دونه، ثم لا يكتفون
بفهمهم حتى يسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم البيان، والبيان وظيفة من
وظائفه السامية، به أرسله الله جل وعلا.
كانوا يتأثمون ويتورعون أشد التورع عن تفسير كلام الله سبحانه وتعالى
بالرأي، روي عن الصديق رضي الله عنه، وقد سئل في شيء من القرآن (في خبر أن
المسألة كانت عن الأبّ) فقال كلمته المشهورة التي ترسم لنا حدود الحمى
القرآني وحرمته في قلب المؤمن،" أي سماء تظلني، وأي أرض تُقلني إن أنا قلت
في كلام الله ما لا أعلم ؟" .
بين أن نعظم ونحتاط وبين أن نعطل ونهجُر مسافة احتلها الجاهلون
والمتجرئون، والأوْلى بجند الله أن يلتصقوا بالكلمة القرآنية ويحملوا على
عاتقهم شرف الشعار القرآني في كليات الشريعة وهي لم يطرأ عليها نسخ ولا حدث
تغيير لمراد الله من آياته فيها، ولنترك لأهل الاختصاص والاجتهاد النظر
فيما اختلف فيه، ريثما يأذن الله عز وجل بنصب الحاكم على منهاج النبوة
ليجتمع تحت إشارته الاجتهاد، فإن حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي
أفسح مجال الاجتهاد والثواب إنما ذكر الحاكم من قاض وعامل، لم يذكر فقيه
الفروع الواقف دون عتبة الإمارة العظمى الشرعية، حيث قال: "إذا حكم الحاكم
فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر" [1] .
المنهاج والاجتهاد والحكم بما أنزل الله من شورى وعدل وإحسان هذه مطالب
قرآنية لا نحتاج لإثباتها وإيجابها على أنفسنا بما أوجبها الله لسلوك
طرائق المتقدمين في الاستدلال، ولن يثنينا عنها إن شاء الله التواء من
يحاول أن يستر الشمس بكفه، مباشرة نستمع إلى القرآن الكريم يخاطب الرسول
الكريم صلى الله عليه وسلم:﴿ وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع
أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا﴾ [2]قال ابن عباس
رضي الله عنهما: "المنهاج ما جاءت به السنة" ، والذي جاءت به السنة، تطبيقا
للقرآن وتحكيما له: الحكم بالشورى والعدل والإحسان، بها أمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم ومن معه، وبها أمرنا معهم، وخصصت أجيالنا الصالحة إن
شاء الله ببشرى الخلافة الثانية على منهاج النبوة.
لا يستطيع التجرد لحاكمية القرآن المباشرة وتحكميه المقلدة الذين رقدوا
عند قدمي فحل من فحول العلماء الماضين إلى عفو الله إن شاء الله، جاهلين
نسبية ذلك الفحل أو ذلك المذهب ومحدوديته في إطار تاريخه، وتاريخ الحكم في
عهده، وملابسات اجتهاده السياسية والاجتماعية والشخصية والصراعية المذهبية
التي خاضها، لا يستطيع هؤلاء أن يتخطوا الثراث الفاخر ليجلسوا عند درجة
المنبر النبوي يسمعون الوحي غضا والأمر العازم الذي يريد التنفيذ لا الجدل.

بعض هؤلاء المقلدة يطرحون جانبا، عن سذاجة أو حسن نية أو جهل، مناهج
العلماء الذين خلوا من قبلنا، ويحتفظون فقط، بحسن النية تلك أو بقصد
الرئاسة وغلبة الخصم في الجدال، بحرفية ذلك المجتهد وإنتاجه وفتاويه.
الذين اجتهدوا قبلنا كانوا يدافعون عن قضايا ربما تكون الآن اندثرت، كانوا
يتفاعلون مع واقعهم بنيات معينة، في مواجهات معينة، بوسائلهم الممكنة،
لأهداف ممكنة. كانوا يجتهدون في نسبية تضع اجتهادهم مواضعه في الزمان
والمكان والأهمية، ويضعه المقلدة في مكانة المطلق، في المكانة التي لا
تنبغي إلا للقرآن وللسنة المبينة، فيا عجبا لمن يحجبه عن كلام الله قول
القائلين، إلا أن يكون أميا جاهلا لا يهتدي حتى لمن هم أهل الذكر الذين
أُمر مَنْ لا يعلمُ أن يتوجه إليهم بالسؤال، تلك طريق سالكُها غادٍ رائح في
سكة التحجر والتعصب وضيق الأفق، عافانا الله بمنِّه.
وسكة أخرى مفتوحة على التيه والضلال، مؤدية إلى بلاد التسيب والتفلت
والإباحية، هي سكة المستخفين بأئمتنا وما أسسوه من متين القواعد في علم
التفسير وعلم أصول الحديث وعلم أصول الفقه وعلم أصول الدين، يدعون إلى قرآن
لا يستطيعون أن يتقدموا إلى الأمة إلا باحترامه، وإلى سنة يعرضونها على
العصر وما جد فيه لا يعرضون العصر عليها لتدمغ باطله بحقها، وإلى إجماع
يكون أشبه بالاستفتاء الشعبي بدل إجماع علماء الأمة المعتبرين شرعا، وإلى
قياس من عندهم هو الرأي السابح بلا قيود في تيارات الهوى.
لا يستحق منا الطواغيت الذين ينكرون السنة بالمرة زاعمين أن القرآن وحده
الحق، ولا بيادق الكفر والإلحاد من مستغربي ما يسمى "باليسار الإسلامي"،
إلا الإشارة العابرة ليعرفهم كل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله في زمرة المبطلين المفسدين في الأرض.
وآخرون من أضرابهم قوم "يخدمون" القرآن في زعمهم المنكر يفسرونه تفسيرا
عصريا، ويضعون المنهجيات لفحصه وترتيبه على مداخل ترهات ما يسمونه بالعلوم
الإنسانية.
إنما يحتكم إلى القرآن، ويرقي فهمه إلى التلقي عن القرآن، ويحفظ حرمة
القرآن، من كان القرآن ربيع قلبه، والنظر فيه قرة عينه، والامتثال له راحة
روحه، لا يضيره مع هذا أن يستفيد من علوم الأئمة، وما من علم تناولوه إلا
وهو في خدمة القرآن، مستنبط من القرآن، راجع إلى القرآن، صادر عن القرآن،
والسنة مبينة منيرة.
لا تجد هذه الفراشات الهاجمة على النار، الجريئة على القول بغير علم، إلا
من صنف الذين غرست في نفوسهم محبة الفلسفة والعلمانية وثقافات الكفار،
أشربوا الغرب الجاهلي والشرق الجاهلي في قلوبهم، فعن ذاك المشرب
يُتَرْجِمون، لا ينتهي إعجابهم بالحضارة المعاصرة، ولا يملكون من التمييز
ما به يدركون عُوارَها كما يدركه العقلاء من أهلها أنفسُهم.
لذا تسمعهم يتحدثون عن القرآن بصفته "كتاب حضارة" و"كتاب تاريخ" و"كتاب
ثورة" انقطع في أذهانهم الكليلة أخزاهم الله وَصْل الإيمان بالله وباليوم
الآخر فعاد عندهم القرآن من أساطير الأولين، لا من كلام رب العالمين.
هذا ما يمنع هؤلاء أن يتخذوا القرآن حاكما، يمنعهم الكفر، ويمنع التقليد
الأعمى القاطع أيضا عن القرآن، لا يشفع في ذلك أن يكون القاطع فارسا من
فرسان علمائنا. لا يقدر المقلدة، وهم في سجن تقليدهم للأقدمين، أن يبصروا
واقعهم على ضوء تقريرات القرآن، وإخباره عن سنة الله، وعن دفاع الله الناس
بعضهم ببعض، وعن الجهاد الواجب، وعن الولاية والتكتل الواجبين على
المؤمنين، وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعن الشورى حكما، والعدل
الشامل تصرفا، والإحسان غاية، تغشى تلك الأبصار تقريرات العلماء
وتجريداتهم وخلافاتهم، فتذهب بالناظر في تلك الطروس أوهامُه بعيدا عن مقاصد
المؤلفين والمفتين والمجتهدين قبلنا، وهي كانت ذات دلالة وتحكم في واقع
عصرها، فإذا به يجترّ حروفا طار عنها المعنى كما طار هو في أجواء الجدل
حائما دائرا ثملا أن ظفر بفقرة من كتاب حارب بها ذلك الفارس منكر زمانه
ليحارب بها هو مخالفيه وناصحيه.
منظار التقليد يفرض على الذهنية الكليلة، ذهنية منشطرة منكدرة، صورا من
الماضي الغابر ووقائعه وأحداثه يسقطه على واقع العصر ليصف لحاضر المسلمين
علاجات هي الهوس بعينه، وليصدر فتاوي هي الفتنة بعينها، وهي التناقض
والفهاهة.
كل ذهنية يحجب عنها حاجب الكفر أو النفاق أو التقليد الأعمى حاكمية القرآن
وهيمنته ونموذجية السنة الكاملة، سنة الجهاد والشورى والعدل والإحسان،
دعوة ودولة، دنيا وأخرى، وإنما هي ذهنية عاجزة عن فهم الإسلام وهو إسلام
الوجه لله جل وعلا، بيننا وبينه، تعالى جد ربنا، كلمته المجيدة حملها
إلينا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فمتى لم نُقِم وجهنا إلى كتاب
الله تعالى صمودا إليه، واستماعا وطاعة، وتلقيا دائما، وتلاوة، وتدبرا،
وذكرا، فلن نكون المسلمين، لا ألتفت عن القرآن إن أنا استفتيت سنة ثابتة
أو سألت عن فهم من سبقني بأثارة من علم، شريطة أن لا يشغلني المفسر عن
التفسير، ولا رأي المفتي عن الحكم ولا الحكم عن الحاكم جلّ وعلا.
في تجارب سلفنا الصالح من العلماء وفي محاولاتهم واجتهاداتهم ما هو حريّ
بإثراء تجربتنا، وتقويم محاولاتنا، وتوجيه اجتهادنا إن نحن وضعناها جميعا
أمام القرآن والقرآن يحكم، نفحصها على ضوئه، في نشوئها وتسلسلها، وتعاقب
أشكالها ومناهجها، وتأثرها بحركة الحياة العامة وتأثيرها فيها، وإقدامها
وإحجامها، ونتائج صوابها وخطإها.
أمام القرآن وهو يحكم نسائل تلك التجارب وذلك الاجتهاد عما فعل العدل الذي
أمر الله عز وجل به في القرآن؟ وأنى سارت الشورى وصارت؟ وأيّةً سلك
الإحسان؟ ماذا فعل كل أولئك في فقه هذا المذهب وسلوك تلك الطائفة واستبداد
ذلك السلطان؟

[1] رواه الشيخان وغيرهما [2] الآية (48) من سورة المائدة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mascara29.ahlamontada.com
حُ رُوفُ الْـآبْدَآع
.: مؤسسة المنتدى :.
.: مؤسسة المنتدى :.
حُ رُوفُ الْـآبْدَآع


القرآن حاكم King



♥|رٌقمـ آلعُضْوٍيةٌ : 1
♥|آلجْنِسُ ♥|آلجْنِسُ : ذكر
♥|عًدد مشآاركتي: : 6872
♥|آلنِقًـــآطُ ♥|آلنِقًـــآطُ : 1474925
♥|آلسُمْـعَةً ♥|آلسُمْـعَةً : 37
♥|تاريخْ ميلادىْ’," : 03/03/1997
♥|تآاريخـِـِ التسَجيلـِـِ: ♥|تآاريخـِـِ التسَجيلـِـِ: : 25/05/2010
♥|المزاآجـِـِ : hmd
♥|العَمٍر : 27
♥|آلمٍوقعـِـِ: : هنا

القرآن حاكم Empty
مُساهمةموضوع: رد: القرآن حاكم   القرآن حاكم Emptyالأربعاء يونيو 20, 2012 3:03 am


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


بإزاء القرآن
إن
ارتفعنا بإزاء القرآن وقارنَّا بأهل القرآن يبدو لنا المسلمون الذين
عانوا من بعدهم ما عانوا واجمين تحت ظلة أظلمها ذهاب الشورى، وكدَّرها
انعدام العدل، وسوَّدها استتار أهل الإحسان وهروبهم من الميدان.
لكن مقلدة العصر الذين لا ترقى بهم الهمم إلى الاقتباس المباشر من كتاب
الله وسنة رسوله، والذين يجعلون بينهم وبين منبع الهدى ومبعث النور رجالا
كان لهم في زمانهم غناء رغم البلاء، تختلط عليهم المجالات، وتتفرع بهم
السبل، فلا يكادون يهتدون سبيلا، تائهين بين مفاهيم العصر المادية، ملفقين
منها ومن اجتهادات مضت. يُلبسون أفكار الغرب سرابيل إسلامية ويجردون أقوال
السلف من معناها وشموليتها، فهم من تحت التحت، أنَّى يصرفون!
عبر الإمام الشاطبي رحمه الله عن ذات صَدْر تلك الأجيال الصالحة بصلاح
جمعها لِهَمِّ الدنيا مع همِّ الآخرة حينما صاغ فهمه لمقاصد الشريعة
مستعملا كلمة "حفظ". كان معهم رحمهم الله شيء يستحق في نظرهم أن يُحفظ.
نحن في زماننا نقدر أن ما ضاع منا كثير وأن ما بقي آئل إلى ضياع إن لم
ننهض للطلب، طلب الإسلام كله، طلب الإيمان بشعبه، طلب الخلافة على منهاج
النبوة، طلب الشورى والعدل والإحسان.
لنتركْ مساءلتهم أحسن الله إلينا وإليهم عن عرى الإسلام التي لم يقوموا
لإعادة بنائها بعدما نقضت، فإن في معلناتهم التي عبر عنها الشاطبي في
مقدمة كتابه وخاتمته لَكلاماً بليغا يفسر تحفظهم وسكوتهم عن أشياء وزفراتهم
المكتومة تكاد تلفح من وراء القرطاس. ولنتتبع تقسيمهم لمقاصد الشريعة
لنكتشف في كل موقع دعوا إلى حفظه مضيعة يجب علينا طلبها ولينفتح لنا باب
الفهم لمطالب أخرى لم تخطر لهم على بال لأنها في نظرهم كانت حاصلة. منها
توحيد الأمة مثلا.
فهم كانوا يعيشون وحدة شعوب جمعها الإسلام لا تكاد تشعر بالتفرقة التي
فرقتها الإمارات السَّيْفية، واللغة والسحنة والقطر. لم يكن يقدح في وحدتهم
تلك وجود خلافات مذهبية يعيشون صراعاتها الكلامية أو العنيفة داخل إطار
الوحدة لا خارجه. ما كانوا ليتصورا ما فعلته بنا الدولة القومية القطرية
وتمزقات وتجزئات فرضها الاستعمار بعد ذهاب شوكة الإسلام العثمانية.
قال الشاطبي رحمه الله "والحفظ لها" (يعني حفظ مقاصد الشريعة) "يكون
بأمرين، أحدهما ما يقيم أركانها وتثبت قواعده ويحفظ وجوده بالمحافظة على
أصول "العبادات" كالإيمان والنطق بالشهادتين والصلاة والزكاة والصيام والحج
وما أشبه ذلك" . وعنده جانب ثان من مقاصد الشريعة سماه "العادات"، وترجع
إلى "حفظ النفس والعقل من جانب الوجود أيضا كتناول المأكولات والمشروبات
والملبوسات والمسكونات وما أشبه ذلك". وعنده جانب "المعاملات"، وهي "راجعة
إلى حفظ النسل والمال من جانب الوجود، وإلى حفظ النفس والعقل أيضا، لكن
بواسطة العادات".
ألفنا في زمننا تقسيمات العصر إلى مجالات منها الديني والثقافي والسياسي
والاقتصادي والاجتماعي. وليس تقسيم علمائنا رحمهم الله أقل شمولية ولا أقل
جدارة بالاعتبار، ومن الإنصاف المحض أن نحكم بأن تقسيماتهم كانت أوفى
وأدق وأحكم لأنها تدخل في معادلاتها الإنسانَ فتجعله مركز الدائرة، إلى
مصلحته في الدنيا والآخرة يرجع كل شيء من أشياء الحياة وأنظمتها وصناعتها.
لا جرم يكون ذلك كذلك وفي مقدمة اهتمام الفقيه الأصولي "حفظ الدين". ومن
واجب حفظ الدين، وفي خدمة حفظ الدين، تتفرع واجبات حفظ النفس والعقل، وحفظ
النسل والمال.
خارطتان تمثل إحداهما مخطط الجاهلية وبرنامجها، في خاناتها الثقافة والدين
كما يفهم الدين الجاهليون، والسياسة والاقتصاد، والاجتماع. وتمثل الأخرى
مقاصد الإسلام، ومطالبه في إقامة الدين، وتثبيت أقدام الإنسان في الأرض،
آمِناً على نفسه وماله ونسله، متزنا في عقله، مستعدا للرحيل بخطى مطمئنة
من الدنيا وامتحانها إلى الآخرة ونعيمها. ضع الخارطة الأولى على وجه
الثانية، فربما يغطي الاقتصاد و"علم النفس" وعلم الطب وسياسة الإسكان
وسياسة الحكم والضمان الاجتماعي في الخارطة الأولى بعضا أو كثيرا من أقسام
"العادات" و"المعاملات" في الخارطة الثانية. وتبقى مساحة شاسعة لا تمتد
خارطة الجاهلية لتغطيتها هي مساحة معنى وجود الإنسان، مساحة الآخرة والمصير
إليها وعلاقة هذا المصير بسلوك الإنسان واستقامته، ورفقه لا عنفه، وبذله
لا أنانيته، وعطائه لا تبذيره، وأخلاقية الرحمة بالخلق وإطعام المساكين لا
وحشية الاستهلاك الباذخ والمستضعفون في الأرض يموتون جوعا.
أين تقع الديمقراطية وهي عصارة التجربة الإنسانية من الشورى وهي تنزيل
العزيز الحكيم لخلقه لولا أن الديمقراطية واقع يتمتع بإنسانيته غيرنا
ويمثله مسرحا هزليا حكامنا، ولولا أن الشورى نظام غائب ومطلب عزيز دون
تحقيقه أشواط من الجهاد؟
تقع "الديمقراطية ـ الواقع" من "الشورى ـ المطلب" في رياض القرطاس وفي
تأملات الكاتب موقع التحدي الفكري. لكنها في حياة الأمة تحد حيوي، يضيع
الدين وتضيع الأمة إن استمر الاستبداد العاض. ويُطَلِّق الناس الدين
لاعتناق دين الديمقراطية لأن من معاني "الحريات العامة" ضمان كرامة الفرد
وتحلله من كل قيد يكبح شهواته. تحد قاتل، فإما ديمقراطية إنسانية دوابية
إباحية وإما شورى يكون بها أمرنا على جادة الدين.
كان علماؤنا حتى في القرن الثامن في أندلس الطوائف يتكلمون من موقع
استعلاء حضاري. لم يكن أمامهم أي تحد معنوي يصول عليهم بتفوق نموذجه. لذلك
كان حفظ ما عندهم غاية سُؤْلهم.
نتساءل نحن أين تقع "الاشتراكية ـ الواقع" وهي عصارة التجربة الإنسانية من
العدل الذي أمر به الله جل شأنه عبادة وألحَّ في الأمر؟ أين تقع
الاشتراكية الواقع، الاشتراكية النموذج المعروض الذي تغري الدولة العظمى
السوفياتية التائبة من تجربتها الاشتراكية باقتنائه، الاشتراكية المفتاح
السحري لمشاكل العالم المختلف، من العدل الإسلامي ـ المطلب؟
أمن الديمقراطية نبدأ، وإذن لا نصل إلى الاشتراكية. أم نفرضها اشتراكية،
وإذن فهو استبداد حزب باسم طبقة، فلا حرية. أو نجعلها اشتراكية ديمقراطية
نقلد في تلفيقها مجتمعات ثرية مصنعة تعيش في بحبوحة ونحن هَمَل فقراء،
أيديهم وعقولهم صناعٌ، ونحن عقولنا وأيدينا الخرق بعينه؟
بأي ثمن من ديننا وكياننا نشتري ديمقراطية جاهزة أو نُدخل خلسة اشتراكية مستوردة نفرضها بعد بالحديد والنار؟
أين تقع الإنسية الجاهلية و"حقوق الإنسان" والأخلاق والفلسفة والفنون، وهي
واقع هناك، من الإحسان وهو مطلب كامن في قلوب المؤمنين بالله وباليوم
الآخر غائب عن واقع المسلمين؟
كيف الطلب لكل ذلك؟ من يطلب؟ وممن يطلب ومع من يطلب؟ وضد من يطلب؟
أسئلة ما طرحها، وأنى له، من يردد عبارات الأجداد الداعية إلى حفظ المقاصد
الخمس الضرورية: حفظ الدين، حفظ النفس، حفظ العقل، حفظ النسل، حفظ المال.
يردد ويفرع، بعناد وتبلد، وكأن الدين حاكم سلطانه في بلاد المسلمين،
و"العادات" مستقرة حيث تركها الأولون آمنة من عاديات الزمن، و"المعاملات"
منتظمة على ما قرروه. تحفظ على ماذا إذن يا فقيهُ وتحافظ؟

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mascara29.ahlamontada.com
حُ رُوفُ الْـآبْدَآع
.: مؤسسة المنتدى :.
.: مؤسسة المنتدى :.
حُ رُوفُ الْـآبْدَآع


القرآن حاكم King



♥|رٌقمـ آلعُضْوٍيةٌ : 1
♥|آلجْنِسُ ♥|آلجْنِسُ : ذكر
♥|عًدد مشآاركتي: : 6872
♥|آلنِقًـــآطُ ♥|آلنِقًـــآطُ : 1474925
♥|آلسُمْـعَةً ♥|آلسُمْـعَةً : 37
♥|تاريخْ ميلادىْ’," : 03/03/1997
♥|تآاريخـِـِ التسَجيلـِـِ: ♥|تآاريخـِـِ التسَجيلـِـِ: : 25/05/2010
♥|المزاآجـِـِ : hmd
♥|العَمٍر : 27
♥|آلمٍوقعـِـِ: : هنا

القرآن حاكم Empty
مُساهمةموضوع: رد: القرآن حاكم   القرآن حاكم Emptyالأربعاء يونيو 20, 2012 3:03 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



ونتدبر
آيات خاطبت العقل، وأخرى توجهت إلى العاطفة، وأخرى ضربت الأمثال، وأخرى
قصت أحسن القصص، وأخرى شرعت حدود الله، وأخرى حذرت من معاصي الله، وأخرى
حملتنا إلى الآخرة لنشاهد نعيم الجنة وعذاب النار وهول الموقف. كل ذلك يا
نفسُ موجَّهٌ إليكِ، أنتِ المعنية به لا غيرُكِ. وهو سبحانه أقرب إليكِ من
حبل الوريد.


من المومنين من لا تسعفه الدمعة الخاشعة وإن كان القلب لينا، وقد يكون من
المومنات من لا تسعفها الدمعة. لهؤلاء وصية من رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "ابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا".


هذا موكب الأنبياء عليهم السلام وصفهم الله عز وجل بالخشوع في قوله:﴿ إذا
تتلى عليهم آيات الرحمان خروا سجدا وبُكِيّاً﴾ .(سورة مريم، الآية: 58) هذا
الأثر القلبي هو ثمرة التّلاوة والترتيل والاستظهار والتعظيم.


سيد هذا المقام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. طلب إلى ابن مسعود أن يقرأ
عليه القرآن، فلما قرأ:﴿ فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء
شهيدا﴾ ،(سورة النساء، الآية: 41) التفت فرأى رسول الله صلى الله عليه
وسلم وعيناه تذرِفان. حديث متفق عليه. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا.

من كتاب تنوير المومناتص364"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mascara29.ahlamontada.com
حُ رُوفُ الْـآبْدَآع
.: مؤسسة المنتدى :.
.: مؤسسة المنتدى :.
حُ رُوفُ الْـآبْدَآع


القرآن حاكم King



♥|رٌقمـ آلعُضْوٍيةٌ : 1
♥|آلجْنِسُ ♥|آلجْنِسُ : ذكر
♥|عًدد مشآاركتي: : 6872
♥|آلنِقًـــآطُ ♥|آلنِقًـــآطُ : 1474925
♥|آلسُمْـعَةً ♥|آلسُمْـعَةً : 37
♥|تاريخْ ميلادىْ’," : 03/03/1997
♥|تآاريخـِـِ التسَجيلـِـِ: ♥|تآاريخـِـِ التسَجيلـِـِ: : 25/05/2010
♥|المزاآجـِـِ : hmd
♥|العَمٍر : 27
♥|آلمٍوقعـِـِ: : هنا

القرآن حاكم Empty
مُساهمةموضوع: رد: القرآن حاكم   القرآن حاكم Emptyالأربعاء يونيو 20, 2012 3:04 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


حقوق الإنسان في دولة القرآن

أما الحقوق فالمسلمون والمومنون والمحسنون فيها سواء. أفضلهم من يبذل ويجود ويخدم لا من يبخل ويتكبر ويستعلي على الناس.
حقوق المسلم على الدولة العدل والأمن وضمان مقاصد الشريعة وهي : حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العِرض، وحفظ المال، وحفظ النسل.
حقوق ضرورية هي الحد الأدنى مما يستحقه المسلم على دولة الإسلام. وفي
تكارم المسلمين وتوادِّهم وتعاطفهم وأخُوّتهم مجال للرخاء المادي والمعنوي.

فحقوق المسلم الفرد على المسلمين أفراداً تفصلها الشريعة، فهي من الدين، هي دين.
قال الله تعالى : ﴿إنما المومنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم. واتقوا الله
لعلكم تُرحمون. يأيها الذين آمنوا لا يَسْخر قومٌ من قوم عسى أن يكونوا
خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكُنّ خيراً منهن. ولا تَلْمِزوا
أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب. بيس الاسمُ الفسوقُ بعد الإيمان. ومن لم
يتبْ فأولئك هم الظالمون. يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن. إن بعض
الظن الإثم. ولا تجسسوا. ولا يغْتَبْ بعـضكم بعضاً. أيحب أحدكم أن ياكل
لحم أخيه ميتا فكرهمتوه. واتقوا الله. إن الله تواب رحيم﴾.(سورة الحجرات،
الآيات : 10-12)
القرآن كله عظات، وتذكير، وسرد أمثال للصالحين، وحث على مخالقة المسلمين
بالخلق الحسن، وعلى إنصاف كل الناس ومعاملتهم بالحسنى مهما كان دينهم،
ومهما كان قومهم. فالبرّ بكل الناس، والقِسْط إلى كل الناس مهما كانت
عقيدتهم مبدأٌ قرآني. من حقهم المضمون شرعا، المأمور به، أن لا يظلَم منهم
أحد، بل يُبَرُّ ويحسن إليه.
حقوق للإنسان مضمونة لكل إنسان، ولكل أمة، بشرط واحد هو أن لا يقاتلونا في
الدين. قال الله تعالى : ﴿لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين
ولم يخرجوكم من دياركم أن تبَرُّوهم وتُقسطوا إليهم. إن الله يحب
المقسطين﴾.(سورة الممتحنة، الآية : 8)
مطلب الديمقراطية تحدوه الرغبة الحرة في خلْع رِبقة الاستبداد.
والديمقراطيات إطارها الدولة القومية، وحقوق الإنسان التي تدعي
الديمقراطيات الدفاع عنها لا يَتَجَاوز تطبيقها الفعلي حدود القوم
المواطنين كما تدل على ذلك شواهد العصر اليومية.
مطلب الديمقراطية تحدوه الرغبة الحرة في خلْع رِبقة الاستبداد.
والديمقراطيات إطارها الدولة القومية، وحقوق الإنسان التي تدعي
الديمقراطيات الدفاع عنها لا يَتَجَاوز تطبيقها الفعلي حدود القوم
المواطنين كما تدل على ذلك شواهد العصر اليومية.
مطلب الشورى وحكم الشورى حين يتحقق يحدوه الخوف من الله، والطاعة
والانقياد لأوامر الله. وأوامر الله واضحة فيما قرأنا من سورة الممتحنة.
وهي البِرُّ الذي لا يقف عند حدود. البر بالإنسان من حيث كونُه إنسانا. لا
يبطِل حقوقَه انتماءٌ عرقي أو لغوي ولا ديني ما دام لا يقاتلنا في الدين.
نَقف عند تخصيص المقاتلة بكونها في الدين، لكي تخرج النزاعات العادية التي
تحدث بين البشر. لا يَحْرُم تنازعُ الناسِ مع المسلمين أحدا من حق البِر
والقسط إن كان التنازع سياسيا اقتصاديا مثلا.
حقوق الإنسان المتعارَف عليها دُوليا على صعيد المبادئ والمعاهدات هي أمر
آخرُ غيرُ الحقوق الممنوحة والمنزوعة على صعيد الواقع. ذلك أن الديمقراطية
يشكو العقلاء المتخلقونَ فقرهَا المُدْقِعَ من الأخلاق، وحاجة
الديمقراطية إلى تخليق.
في الإسلام سياق واحد للحكم والأخلاق والعبادة الفردية، سياق واحد لا
ينفصل، الدنيا فيه شارعة على الآخرة، منفتحة عليها. رعاية عهد الله وأمر
الله واجب واحد يستبطنه المسلم عقيدة والتزاما، ويستبطنه الحكم الشوري
واجبا خلقيا كما هي سائر الواجبات، ويُلزِم باحترامه سلطانُ الحكم كما
يُلْزِم به الضميرُ المسلم العام المتمثِّل في التآمر بالمعروف والتناهي عن
المنكر.
على المسلم الفرد، وعلى المسلمين حكومة ودولة وأمة، حقوق للإنسان، تُؤَدّى
للإنسان دينا يدين به المسلم ربه عز وجل، وتدين به الدولة والأمة. يشمل
حقُّ البِر بالإنسان الرحمةَ به، وإسعافه، والرفق به، واحترام حياته
وكرامته. ويمتد حق القسط إلى الإنسان ليتوسّع في التهمم بما يلحق الإنسان
الفرد من ظلم، وما يظلم فيه المستكبرون في الأرض المستضعفين في الأرض.
معناه أن مشاركة الدولة القرآنية والأمة الإسلامية في رعاية حقوق الإنسان
كما هي مبينة مجملة في القرآن، وكما هي مفصلة في فقه أهل القرآن واجتهاد
أهل القرآن، فرضٌ من الفروض لا مجرد لازِمةٍ تزيِّن الواجهة كما هو الحال
في تَغَنّي الديمقراطيات بحقوق الإنسان.
ثم إن على المسلم للمسلم حقوقاً خاصة يُكَوِّنُ مجموعها عُشّاً ناعما
رحيما يَسكنه العمران الأخوي. فصلته الآيات من سورة الحجرات. وفصلهُ مجموعُ
الوحي الإلهي من قرآن كريم وحديث نبوي سليم.
هذه الحقوق الخاصة تصون حرمة المسلم والمسلمة وكرامتهما. فلا يحل لمسلم
ومسلمة أن يسخرا من مسلم، ولا لقَوْم -أي جماعة- من المسلمين أن يسخروا من
جماعة. ولا يحل أن ينادَى المسلم وتنادى المسلمة بلقب لا يحبانه. ولا يحل
أن يشار لمسلم ومسلمة بكلمة نابية جارحة.
بل تصان حرمة المسلم والمسلمة في غيابهما وفي مكنون ضميرهما. فلا يحل أن
نغتاب مسلما ومسلمة. ولا يحل أن نُسيء الظن بهما دون حجة مُرَجِّحَةٍ
وبيِّنة مثبتة.
إن ممّا يفرضه علينا ديننا أن نحسن الظن بالمسلمين ما لم نتبيّن فيهم
الخديعة، وما لم يُصرحوا بما يجعل الشك يقينا. والمَرءُ يُنفق مما في
جرابه. ما بِنا إن شجَبْنا النفاق والمنافقين، والردّة والمرتدين، أن ننقص
من قدر أحد من المستورين. لولا أن في الطبقة السياسية من يجهرون بالمطالبة
بحقهم أن يُلحدوا ويَكفروا، ولولا أن من المناضلين السفهاء من يلوث
المصحف في الساحات العامة ويبول في المساجد ثم يجد من الصحف المناضلة
والكتبة المناضلين من يدفَع عنه في صدر "الظلاميين"، لما صَحّ أن نتهم
أحدا أو نسيء الظن بأحد.
أمّا والمجاهرة بالإلحاد، والمطالبة بالحرية الفُسوقية، والحطّ من الإسلام
والمسلمين، باتت من النثْر الفني في صحف الفاسقين، ومن الكلام المتداول
في مجالس الملحدين، فمن الغفلة والغباء أن نسكت حذرا من الوقوع في إساءة
الظن بالمسلمين.
ينفق المرء مما في جرابه. وتوشك سلامة طويّة المومنين أن ترمي بهم في
دروشة حالمة، ينسبون إلى غيرهم مثل ما تنطوي عليه ضمائرهم. يرحم الله
الإمام عُمر بن الخطاب القائل : "لست بالخَبِّ ولا الخَب يخدعني". الخَبّ :
الخداع الماكر المنافق.
نعم، نعذر بالجهل بعض من يرموننا بالتهمة الجاهزة. أننا نفتعل الإسلام
لأغراض سياسية. نعذِر لأنّ المتهِمين متشبعون باقتناعٍ أثبته التاريخ أن
أجيالا من طلاب الحكم، والساطين على الحكم، والممارسين للحكم إلى وقتنا
هذا، وفي وقتنا هذا خاصة، لَبِسوا زوراً لباس الدين ليموهوا على الناس
وليكذبوا على الناس.
ثم نعذر لأن المتّهِمينَ مفصولٌ في ذهنهم الدين عن السياسة، تركيبَةً لاَ تنحلّ في الذهن اللاييكي.
نعذر، ثم نعذر. لكن نقيسُ الأحكام بالأحكام، ونُقَدّرُ الحال بالمقال. فكل إناءٍ بالذي فيه يرشَحُ.
فاصلة، ونرجع لحديثنا عن الحقوق الخاصة بالمسلم بين المسلمين منها أن
نحفظه في غيْبه ومكنون صدره. لأن سوء الظن إثم. ولأن التّجسس على المسلمين
إثم.
ويفصل الحديث الشريف حقوق المسلم على المسلم، والمسلمة على المسلمة، في
مثل قوله صلى الله عليه وسلم : "حق المسلم على المسلم سِتّ : إذا لقِيتَه
فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصَح له، وإذا عطِس فحَمِد
الله فشَمِّتْه، وإذا مرِض فعُدْهُ، وإذا مات فاتْبَعهُ".
وفي أحاديث أخرى أمَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين أن يَبَرَّ
بعضهم قَسَمَ بعض، أي أن يوافقَه ويُساعدَه ولا يُعارضه في أمرٍ عزم عليه
وأقسم ليفعلَنَّه أو لا يفعلنَّهُ. وأمر المسلمين أن ينصروا المظلوم.
وأمرهم أن يكونوا عباد الله إخواناً لا يتقاطعون، ولا يتدابرون، ولا
يتباغضون، ولا يتحاسدون، ولا يهجُرُ بعضهم بعضا فوق ثلاث ليال إن وقع
خصام.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mascara29.ahlamontada.com
 
القرآن حاكم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب ولاية معسكر :: .:*** منتدى الدين الاسلامي الحنيف ***:. :: •°¬ | :: قِسْم الْقُرْآن الْكَرِيم :: | ¬°•-
انتقل الى: