فقه العمل بالقرآن الكريم2 سورة الناس

باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة الناس وآياتها 6ولها 9أعمال مباركة:

قل أعوذ برب الناس1

الآية1/ الإستعاذة بالله تعالى وحده: ًوهي الإعتصام والإستجارة وطلب الصون
والحفظ والحماية منه تعالى وحده..فهو وحده المعيذ الحافظ لعباده وهي ركن من
أركان التوكل عليه.. والإستعانة به سبحانه.. والثقة به تعالى.

1/توحيد ربوبية الله تعالى لكل الناس : فهو خالق كل الناس سبحانه ومربيهم
والمدبر لكل شؤونهم والقيوم على كل أمورهم..بل ورب كل المخلوقات اي خالق
ومالك كل العالمين والمدبر لكل أمر.

ملك الناس2

2/اليقين بإسمه تعالى ًالملكً :أي أن تومن يقينا بأن السيد والحاكم الحق
الذي بيده كل الملك والملكوت والمدبر القيوم على كل الأمور والذي يجب أن
يطيع أوامره كل الناس ويجتنبون كل نواهيه لأنه ملكهم الحق إنما هو الله
تعالى وحده..وكل حاكم بعيد عن شريعته ظالم مهما عدل..وهو ليس مغلول اليد
كما تدعي اليهود سبحانه وتعالى عن أراجيفهم علوا كبيرا: بل متحكم في كل
العالمين بكل أسمائه الحسنى وصفاته العلى سبحانه..لكنه ملك متعالي سبحانه
لذا ترك لنا حرية عبادته في هذه الدنيا الدنيئة: فمن شاء إعترف بدينه الحق
وإعترف بشريعته المنظمة لكل حياة الفرد والمجتمع والدولة والأمة وكل العالم
فاعترف له بالملك فكان ملكه المباشر..ومن لم يهده ضل فابتعد عن شريعته في
الحكم الشامل فلم يعترف له بهذا الملك..لأن من سمة الملك الحق سن قوانين
لكل الحياة..إذن فمن اعترف له بالملك حقا حكم شريعته في كل شيء.. والحاكم /
مهما يكن رئيسا أو ملكا أو خليفة أو أميرا/ ليعترف لله بحقه في الملك
وباسمه الملك يجب أن يخضع كل دساتير حكمه وقوانينه لشريعته تعالى التي ليست
جامدة ولا ناقصة بل هي مؤطرة فقط :أي عامة مع تفصيل في بعض الأحكام
الهامة، تترك للمشرع حق الإجتهاد في إطارها لا خارجا عنها كما حال العديد
من حقوقيينا اليوم.. فلا يجوز أن تضاد كل دساتيرنا لا جملة ولا تفصيلا
شريعتنا الغراء السمحة التخليقية للأمم والشعوب: بل في جملة يجب أن لا
يناقض الدستور شريعتناأو يحدف حكما أو خلقا منها وأن يتماشى معها قلبا
وقالبا وشكلا ومضموناولكن باجتهاد: وفي إطارهالا في إطار قوانين وضعية
علمانوية فاصلة للإسلام عن الحكم: وإلا فهو ناقض لصفة الله تعالى كملك.ناكر
على الأقل لحقه في التشريع.

إله الناس3

3/توحيد الألوهية :ًوهو اليقين العملي بأن الله وحده المعبود الحق ..وكل
عبادة له دون الإسلام الذي وحده دينه الحق باطلة وهي شرك لا يليق بجلاله
سبحانه.. فننفي العبودية عن كل ما سواه مثبتينها له وحده سبحانه..وحتى
نوحده إلها لا بد من خمسة أركان على الأقل هي:1خوفه2رجاؤه3حبه4طاعته في كل
صغيرة وكبيرة

3تعظيمه وتقديسه ..وإلا فإن عبوديتنا له وتوحيدنا لألوهيته غير مكتملتين ولا خالصتين.

من شر الوسواس الخناس4

4/الإستعاذة من وساوس الشيطان: وهي د عاؤك الضريع لله تعالى كي يحفظك
ويحميك من كل الخواطر والواردات الظلامية من أفكار وصور وخيالات وتشيؤات
شيطانية ..والتي تفتن عن صراط الله المستقيم وتضر الإنسان في دينه ودنياه
ونفسيته وكل بدنه ..وقد كان رسول الله صلوات الله عليه يستعيذ قائلاًأعوذ
بالله من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرونً ..ويقول كذلكً :أعوذ بالله
من الشيطان الرجيم من نفخه وهمزه ولمسهً..كما كان يقول كثيرا : أعوذ بالله
من الشيطان الرجيم.

4/الوعي بوسوسة الشيطان الخفيةً:فالشيطان خناس أي مخفي ويملي للإنسان من
حيث لا يشعر لذا وجبت التفرقة بين الخواطر النورانية الحاثة على الخير
والحق والمكارم وغيرها من وساوس الشيطان الشريرة: والتي عادة ما تكهرب فكر
المومن ونفسبته وتحثه على كل ألوان المعاصي والذنوب.والخناس هو الذي يدبر
ويختفي ويصغر خاسئا كلما قاومته..وكذلك الشيطان حينما تستعيذ بالله تعالى
منه أو حينما تكون في طهر دائم وطاعة مستمرة.

الذي يوسوس في صدور الناس5

5/صدورنا هدف شيطاني: فالرسول صلوات الله عليه يقول : ألا إن في الجسد مضغة
إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي : القلب...لذا
فإن مهمة الشيطان الأساسية هي الإستحواذ على أفكارنا ومشاعرنا عبر الأعمال
السيئة والمعاصي لينفذ بذلك بسهولة ،وبشتى وساوسه إلى صدورنا فيكهربها
ليميت قلوبنا ثم يتركنا في ظلام لا ناهي لنا ولا آمر..فهو يستهدف الصدر
بهدف تكثيف الران على القلب لقتله معنويا..لذا فنحن في حرب طاحنة مع هذا
العدو الشيطاني الخسيس : ويحس بهذه الحرب الطاحنة كل من يراقب بجدية أفكاره
حتى لا تتلوث ومشاعره حتى تبقى نظيفة وخواطره حتى تصفو وروحه حتى تشف وإلا
فهو الكدر الفكري والقلبي والروحي: وذاك هو هدف الشيطان من الصدر...فكم
هناك من صدور تعيش فقط لكنها قبور لقلوبها التي لا تعلم أبدا معنى الحياة
الحقة..ففرق بين أن تعيش وأن تحيا حقا.ولا حياة لأي كان دون هذا النور
القرآني المقدس :فدونه المعيشة الضنكى والله ولو لم تشعرون.

5/حفظ الصدورً: أي وقايتها من كل هاته النفثات الشيطانية المكدرة للقلوب
والملوثة بالتالي للأفكار والأقوال والأعمال وكل المشاعر والأحاسيس :وذلك
بالحفاظ على االوضوء وكثرة الذكر والإستعاذة بالله وقراءة القرآن
الكريم..وكذا تنقيتها من كل ما يعلق بها من ران وأخلاق باطنية آٌثمة: كالغل
والحسد والحزن واللهفة عن الدنيا والهوى وغيرها من ذنوب القلب..وعموما يجب
وقاية صدورنا بالمحافظة التامة على طهارتينا الظاهرة والباطنة بكل عبودية
له سبحانه وحده بكل توحيد ودون شرك لا في العبادة ولا في شكلها.

6/الإيمان بنوعين من الشياطينً1شياطين الجن 2 شياطين الإنس...فحين نتعامل مع الناس يجب تصنيف شياطينهم بذكاء :والذين من أهم صفاتهم:

+ الإنغماس والتلذذ بالمعاصي

+دعوتك لمشاركتهم

+كهربة صدرك بكلامهم وحديثهم إما بزرع الشهوات أو فظ الكلام ولغوه ورخيسه.

+ تحسين المتع الدنيوية الرخيسة لك

+وعموما فإنهم يلعبون كل أدوار شياطين الجن لكن مباشرة وفي خفاء أيضا مثلهم
.. ودون أن تحس بهم..وربما كادوا لك من وراء ظهرك أو سحروك..فاحذر :إن لك
عدوا شيطانا بل أعداء من الشياطين كثر :إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه
عدوا...ومن كان عدوه شيطان واحد هل يغفل فكيف وأن أعداءنا شياطين لا تعد؟
ومن الممكن أن يغيرونا بدورنا لشياطين مثلهم لا قدر الله سبحانه..فالحذر
الحذر ..وقي صدرك قبل فوات الأوان.

وقد كان الرسول صلوات الله عليه ينفث في يديه ويقرأ المعوذتين ثم يمسح كل
جسمه الشريف خصوصا عند النوم..وروت عائشة رضي الله عنها أنها كانت تعوذه
عليه الصلاة والسلام بهما عند مرضه..وذلك وقاية من كل وساوس الشياطين
ونفثهم ونفخهم وهمزهم ولمزهم ولمسهم وكل تشيؤاتهم وظلامياتهم..لذا فقراءة
المعوذتين باستمرار وبتدبر وخشوع وعن طهارة: تجحف كل الشياطين بل وتبطل
السحرإن استمررت على قراءتها دبر الصلوات وعند النوم.

» فقه العمل بالقرآن الكريم3 :سورة الفلق
» ® أثر متطلبات سوق العمل ®
» 4/فقه العمل بسورة الإخلاص